عملية تحويل المسار، أو تحويل مسار المعدة، هي إجراء جراحي يستخدم لعلاج السمنة المفرطة وتحسين الصحة العامة عن طريق تغيير كيفية تعامل الجسم مع الطعام والسعرات الحرارية، حيث يتم في هذه العملية إعادة توجيه مسار الطعام بحيث يتخطى الجزء العلوي من المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، فيُؤدي ذلك إلى تقليل كمية الطعام التي يتناولها الشخص وتقليل امتصاص السعرات الحرارية. لكن ما هي مميزات وعيوب عملية تحويل المسار؟ هذا ما سنتعرف عليه عليه في هذا المقال مع دكتور أحمد المصري.
لكن أولًا:
ما هي أنواع عمليات تحويل المسار؟
هناك نوعان رئيسيان من أنواع عمليات تحويل المسار:
تحويل مسار المعدة الكلاسيكي:
ويتم من خلال عزل الجزء الأكبر من المعدة، والإبقاء على جزء يشبه الجيب، يتم توصيله بالأمعاء بعد تجاوز حوالي 2 متر منها. وعلى الرغم من أن معدل نزول الوزن في هذه العملية أقل من النوع الثاني، إلا أنها تحافظ أكثر على مخزون الفيتامينات والمعادن في الجسم.
تحويل مسار المعدة المصغر:
ويتم من خلال عمل مسار واحد يربط المعدة، بعد عزل معظمها، مع الأمعاء، ويتميز هذا الإجراء بفاعليته العالية في إنقاص الوزن، وفعاليته في علاج مرض السكر من النوع الثاني، ولكنه يقلل من امتصاص الطعام مما يؤدي إلى الحاجة إلى تناول الفيتامينات لفترة طويلة بعد العملية.
من هم المرشحون الامثل لعملية تحويل المسار؟
المرشحون الأمثل لعملية تحويل المسار هم الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، سواء كان لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) أعلى من 40، أو لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) أعلى من 35 مع وجود مشاكل صحية خطيرة مرتبطة بالسمنة مثل مرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو انقطاع التنفس أثناء النوم، والذين فشلوا في إنقاص وزنهم من خلال اتباع نظام غذائي أو ممارسة الرياضة.
تناسب أيضًا عملية تحويل المسار بشكل خاص الأشخاص الذين لديهم شراهة عالية لتناول الحلويات، ومرضى السكر من النوع الثاني، حيث تساهم عملية تحويل المسار في تقليل الامتصاص بشكل كبير بسبب تجاوز الجزء من الأمعاء المسؤول عن امتصاص السكريات والكربوهيدرات، مما يساعد في الشفاء من مرض السكر.
ما هي مميزات عملية تحويل المسار؟
- قصر فترة النقاهة والتعافي: يمكن للمريض مغادرة المستشفى بعد 24 ساعة فقط، كما يمكنه العودة إلى ممارسة حياته الطبيعية بعد 5 - 7 أيام.
- الشكل الجمالي للبطن: لا تترك العملية أثر لأي ندبات في البطن، ويختفي أثر الشقوق الصغيرة في وقت قياسي.
- فعالة في إنقاص الوزن: يمكن أن تؤدي عملية تحويل المسار إلى إنقاص 60-70% من الوزن الزائد.
- الشفاء من الكثير من المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة: يمكن أن تُساعد عملية تحويل المسار على تحسين صحة القلب وخفض ضغط الدم ومعالجة مرض السكر من النوع الثاني.
- علاج الارتجاع المعدي المريئي: بسبب التقليل من الضغط على المعدة.
- تحسين جودة الحياة: من خلال تحسين الحركة والقدرة على ممارسة الأنشطة اليومية والحالة النفسية.
ما هي عيوب عملية تحويل المسار؟
كونها عملية جراحية، فيمكن أن تنتج بعض المضاعفات عن عملية تحويل المسار، ولكن لا تتعدى نسبة حدوث هذه المضاعفات 1% من المرضى، والتي غالبًا ما يمكن تجنبها بسهولة باختيار الجراح الماهر ذو الخبرة الواسعة في مجال جراحات السمنة، واتباع تعليماته بعد العملية بدقة.
وتشمل عيوب عملية تحويل المسار ما يلي:
- مثل أي عملية جراحية، هناك مخاطر مرتبطة بعملية تحويل المسار مثل العدوى والنزيف ومشاكل التخدير.
- قد يعاني بعض المرضى من الإسهال وسوء امتصاص بعض العناصر الغذائية، وقد يتطلب ذلك تناول المكملات الغذائية من الفيتامينات والمعادن.
- قد يعاني بعض المرضى من الغثيان والقيء، خاصةً إذا تناولوا كمية كبيرة من الطعام أو تناولوا طعامًا غير مناسب.
- قد يحدث انخفاض في مستوى السكر في الدم، وقد يؤدي ذلك إلى الإغماء.
- قد يحدث تسريب في الجزء المتبقي من المعدة بسبب نوعية الدباسات الجراحية المستخدمة.
- قد يعاني بعض المرضى فقدان مرونة الجلد أو ظهور الترهلات نتيجة فقدان الوزن بشكل سريع.
ما هي أضرار عملية تحويل المسار علي المدي البعيد؟
- قد يحدث فتق جراحي في مكان الشق الجراحي.
- قد تزداد احتمالية الإصابة بحصوات المرارة بعد عملية تحويل المسار.
- قد يحدث تضيق في الجزء المتبقي من المعدة، و قد يتطلب ذلك إجراء جراحة أخرى.
- قد يصاب المريض بسوء التغذية بسبب تقليل الامتصاص إذا أهمل تناول المكملات الغذائية.
- قد يحدث مع مرور الوقت تمدد جيب المعدة أو انسداد الأمعاء إذا لم يلتزم المريض بتقسيم كميات طعامه على عدد كبير من الوجبات.
- قد يعاني بعض المرضى من تغيرات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب بسبب عدم التكيف مع التغيرات الجسدية ونمط الحياة الجديد.
كيف يمكن الاستعداد قبل عملية تحويل المسار؟
يجب على المريض إجراء بعض التحضيرات قبل عملية تحويل المسار، و تشمل:
- إجراء بعض الفحوصات الطبية: تشمل تحاليل الدم، اختبارات وظائف الكبد والكلى، وأشعة تصويرية للبطن.
- التحدث مع الطبيب: بشأن أي التاريخ المرضي وأي أدوية يتناولها المريض للحصول على تقييم شامل للحالة الصحية.
- الالتزام بنظام غذائي محدد: قد يوصي الطبيب بنظام غذائي خاص لتحضير الجسم للعملية، وقد يتضمن شرب كمية كبيرة من السوائل.
- التوقف عن التدخين: يجب التوقف عن التدخين قبل العملية بحوالي أسبوعين لتحسين الشفاء وتقليل مخاطر الجراحة.
- الصيام قبل العملية: عادة ما يطلب الطبيب من المريض التوقف عن الأكل قبل العملية بحوالي 8 ساعات.
كيف تتم عملية تحويل المسار؟
تم عملية تحويل المسار عادة باستخدام تقنيات الجراحة بالمنظار، وتتضمن الخطوات التالية:
- تخدير المريض: تتم العملية تحت التخدير الكلي للمريض لتجنب الحركات المفاجئة وزيادة درجات الأمان والدقة.
- إجراء الشقوق الجراحية: يتم إحداث شقوق صغيرة في البطن، لا يتجاوز طول كل منها 2 ملم، لإدخال المنظار والأدوات الجراحية.
- تقسيم المعدة: يتم تقسيم المعدة وعزل الجزء الأكبر منها.
- تحويل مسار الأمعاء: يتم توصيل الجزء الجديد من المعدة بالأمعاء الدقيقة مباشرة لتقليل الامتصاص.
ماذا عن الألم بعد عملية تحويل المسار؟
أصبحت جراحات السمنة إجراء آمنًا ويسيرًا عن ذي قبل. وبسبب التطور الهائل واستخدام المنظار بديلًا عن الشق الجراحي الكبير للبطن، ارتفعت معدلات الراحة بعد عملية تحويل المسار.
ومع ذلك، قد يشعر المريض ببعض الألم بعد العملية، يتم السيطرة عليه عادةً بالأدوية.، حتى يختفي تدريجيًا خلال بضعة أيام.
ومن الممكن الاستعانة بجهاز تسكين الألم patient controlled analgesia، أو ما يعرف اختصارًا باسم (PCA)، الذي يتيح للمريض التحكم في أخذ جرعات، تم حسابها بكل دقة بناءً على طول ووزن المريض بجانب حالته الصحية، من الدواء المسكن للألم عند الحاجة إليه أو الشعور بالألم دون اللجوء لطلب المساعدة.
هل يمكن رجوع الوزن بعد عملية تحويل المسار؟
نعم، من الممكن رجوع الوزن بعد العملية إذا لم يلتزم المريض بنمط حياة صحي يشمل نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام، فتغيير العادات الغذائية والسلوكية واتباع تعليمات الطبيب بدقة أمران ضروريان للحفاظ على نتائج العملية.
هل من الممكن حدوث وفاة اثناء عمليه تحويل المسار؟
نسبة الوفيات أثناء عملية تحويل المسار منخفضة للغاية، وتتراوح نسبة الخطر بين 0.1% و0.5%، وتعتمد على الحالة الصحية العامة للمريض وخبرة الجراح.
هل تحويل المسار اخطر من التكميم؟
لا يمكن القول بشكل قاطع أن تحويل المسار أخطر من التكميم أو العكس، صحيح أن تحويل المسار قد يكون أكثر تعقيدًا من تكميم المعدة ويتطلب تغييرات أكبر في الجهاز الهضمي، ومع ذلك، لكل عملية فوائد ومخاطر خاصة بها، ويجب مناقشة الخيار الأفضل مع الطبيب بناءً على الحالة الصحية والاحتياجات الفردية.
وأخيرًا:
تعتبر عملية تحويل المسار من العمليات الجراحية الفعالة لعلاج السمنة المفرطة وتحسين الصحة العامة. ومع ذلك، تتطلب التزامًا طويل الأمد بتغيير نمط الحياة لتحقيق أفضل النتائج. قبل اتخاذ القرار، يجب استشارة الطبيب ومناقشة كافة التفاصيل والمخاطر المحتملة.